للأسف هذا ما اصبح عليه الأمر بأن مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي يستغلون الازمة الانسانية في غزة لدعم حساباتهم و تعزيز شهرتهم. الوضع حاليا ليس في حالة انفراج و لكن هو افضل حالا بقليل مما كان عليه قبل المصادقة على مشروع ترامب. اليوم قرأت انه يتم العمل على تشكيل قوة من اربعين دولة ستدخل القطاع و تشرف على تسييره لضمان اتفاق الهدنة و تأمين دخول المساعدات. المساعدات فعلا بدأت تدخل بشكل محدود و لكنه افضل من لاشيء بكل الاحوال. اتمنى ان تنتهي هذه المأساة قريبا مهما كان حجم التنازلات لان الخسائر كارثية و لا احد يريد ان تتواصل الحرب و الجميع مهتم بتأمين المساعدات خصوصا مع حلول فصل الشتاء.
هناك دول و حكومات و مسؤولون سياسيون في العديد من البلدان يستغلون القضية الفلسطينية لحشد دعم شعبي لمساندتهم في حملاتهم الانتخابية او لتبييض صورتهم اما الرأي العام. فما بالك بالاشخاص الانتهازيين في الحياة العادية.
المساعدات الحقيقية التي تصل إلى غزة لن يتم مشاركة تفاصيل او معلومات صاحبها بل بالعكس ستكون صدقة طيبة بنية خالصة ويكفي، اما الباقي فهو فعل خير ليراه الاخرون لا اعتبره صدقة ولا فائدة لهذا من يريد تحويل اي شيء للشعب الغزاوي يجب ان يبحث عن طريقة مباشرة مثلا الهلال الاحمر او اطراف داخلية موثوقة.
رغم انني لا املك المعلومات الجيدة والكافية في هذا الوضوع لكي أستطيع ان اعلق عليها بشكل دقيق، لكن اي شخص يمكنه التمييز بين من يستغل الوضع الصعب في غزة لصالحه وبين شخصيات لا تريد حتى ان يعرف الاخرون بما يقدمونه للشعب الفلسطيني. ما نراه اليوم شيء مؤسف مثلما اعطيتنا مثال حول هذا المؤثر.
لقد سبق و شرحنا مرات عديدة ان الوضع في غزة ليس بالضبط ازمة مساعدات بل هو ازمة في كيفية دخول المساعدات. اسرائيل تغلق المعابر و حماس ترفض الاستسلام حتى بعد هزيمتها. و من يدفع الضريبة الاكبر؟ انهم الفلسطينيون داخل القطاع المحاصر. هناك مئات الشاحنات تقف في طوابير على المعابر البرية تنتظر السماح لها بالدخول و هناك مخازن ممتلئة بالمساعدات تنتظر الموافقة بادخالها. حتى المنظمات الدولية التي تمكنت من دخول القطاع بعد اقرار اتفاق الهدنة لا تستطيع تقديم المساعدات بما يتجاوز ما تسمح به اسرائيل. و اليوم بعد ان فرح الغزاويين باتفاق الهدنة و خطة ترامب لادارة القطاع، عادت حماس لتلن رفضها تسليم اسلحتها او تسليم السلطة للقيادة الفلسطينية او ان تدخل قوة اممية لادارة القطاع في ما يشبه مرحلة انتقالية. لقد اصبح حقا من العبث ما تقوم به حماس التي تأكدنا انه تريد البقاء في السلطة حتى على حساب قتل و تشريد كل الغزاويين.
اليوم استقبلت ايطاليا اطفالا من القطاع ليستكملوا علاجهم هناك. شكرا لكل من ساهم في هذه المبادرة و شجع على تنفيذها. يا ريت من يدعون دعمهم للقضية ان ينسجوا على نفس المنوال بصرف النظر عن المواقف الايديولوجية. الغزاويين بحاجة الى استرداد انفاسهم و اعادة البناء و ليس الى تعنت فارغ من سياسيين يريدون ان يكونوا فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين انفسهم.