سباق اللقاح.. آخر التطورات وكيف تقرأها أسوا&#

في سابقة هي الأولى في التاريخ، رأينا العالم يتسابق ويسخر كل امكاناته للوصول إلى حل قاطع للفيروس العنيد الذي اندلع انتشاره للمرة الأولى في ديسمبر من العام الماضي 2019, ولكن سريعا ما كان انتشاره خارج حدود الصين ليصيب الملايين حول العالم، وتتوقف على أثر ذلك حركة الطيران وتغلق البلاد أبوابه في مشهد فريد، ويقع الاقتصاد العالمي تحت وطأة ضغوط لم يسبق لها مثيل من قبل.
ولكي نكون منصفين، فإن تعاطي القطاع الدوائي حول العالم وسرعة ردة الفعل، للوصول بأسرع ما يمكن للقاح فعال، ضد هذا الفيروس سريع الانتشار، كانت مدهشة للغاية. كما هو معروف علميا، فإن عملية تطوير اللقاحات عادة ما تأخذ سنوات، وهي عملية معقدة، قد تستغرق مرحلة التجارب المعملية فيها سنوات، قبل التوصل إلى ترشيحات جاهزة للاختبار على البشر.
بحسب نيويورك تايمز Coronavirus Vaccine Tracker، فقد بدأت الباحثون حول العالم بتطوير أكثر من 165 لقاحًا ضد فيروس كورونا، وصل منها نحو 32 لقاح لمراحل التجارب على البشر، وحصل منها لقاحان على موافقة من الجهات التنظيمية في دولتيهما، أول هذين اللقاحين, هو اللقاح الذي طورته CanSino Biologics بالشراكة مع معهد علم الأحياء في أكاديمية العلوم الطبية العسكرية في الصين, والذي حصل على اعتماد للاستخدام المحدود من قبل وزارة الصحة الصينية، وقد أعلنت وزارة الصحة السعودية في 9 أغسطس, أن CanSino Biologics ستجري تجربة المرحلة الثالثة في المملكة العربية السعودية.
أما اللقاح الثاني الذي حصل على موافقة عاجلة للاستخدام المبكر، ودون المرور بالمرحلة الثالثة من الاختبارات البشرية، الذي أطلق عليه اسم Sputnik V. وشجب خبراء اللقاحات هذه الخطوة ووصفوها بأنها محفوفة بالمخاطر. ومع ذلك، بادرت بعض الدول بطلب ملايين الجرعات من اللقاح الروسي الجديد.
أما من ناحية ردة فعل الأسواق، فقد تفاءلت الأسواق بأن السباق للتوصل للقاح فعال، قد يوقف انتشار فايروس كوفيد-19، قد أوشكت نتائجه على الظهور قريبا، وهو ما انعكس على التحركات الأخيرة لمؤشرات أسواق الأسهم الامريكية، حيث قاومت الضغوط البيعية، وحافظت على مكاسبها التي حققتها منذ بداية يوليو. حيث حافظ مؤشر داو جونز 30 الصناعي على ارتفاعاته عند مستويات الـ 27750 نقطة، وكذلك مؤشر ستاندرد أند بورز 500 الذي أستقر حول مستويات الـ 3378 نقطة، أما مؤشر الناسداك فقد نجح في تحقيق قمم تاريخية جديدة عند مستويات الـ 11529 نقطة، وقت كتابة هذا المقال.

ومع توالي الأخبار الإيجابية فيما يتعلق باللقاحات ربما نشهد بعض الارتفاعات الجديدة على مؤشرات أسواق الأسهم، ليواصل الاتجاه الصاعد الحالي، قبل أن تبدأ الأسواق في تسعير توجه الفيدرالي الأمريكي أولاً، والبنوك المركزية الأخرى لاحقا، تقليص مشترياتها من السندات، وتقليص برامج التحفيز التي تطبقها حاليا، لتبدأ الأسواق في موجة من التصحيح هبوطاً.