شكرا للتوضيح. الان فهمت الفكرة.
لكن هناك نقطة ان هذا يفتح المجال للسوق السوداء. نفس التجار يمكنهم الاستفادة من تلك الدولارات و بيعها بفارق سعر كبير يشكل ارباحا تتجاوز ربحهم من السلع التي سيشترونها من الخارج. الحكومة يستحيل ان تراقب كل شيء خصوصا ان كان يمكن شراء الدولار كاش مباشرة من البنوك تفاديا للتحويلات البنكية.
سؤال، هل يسمح فقط بشراء الدولار من البنوك او اي عملة اخرى يمكن شراؤها مثل اليورو او الروبل او اي عملة من قائمة العملات الرئيسية؟ سؤالي كان لمعرفة اذا كان من الممكن اقتناء الدولار بنفس الطريقة و الدرجة التي بمكن بها شراء الدولار. و هل هناك حدود لسحب الدولار من البنوك بشكل غير محدد. هذا سيتسبب في تراجع مخزون الدولار طبعا في البنوك و لدى البنك المركزي للحكومة ايضا.
هذا سيثبت ان كان القرار يخص الدولار فقط او جميع العملات الرئيسية.
هناك نقطة غائبة عنك اخي, واعتقد انها غائبة على الاخ يحى ايضا, وهي ان التجار يشترون الدولار في صورة اعتماد مستندي او مايعرف ب documentary credit او letter of credit, وهدا يعني ان التاجر يقوم بمراسلة مصنع ما في دول ما, ولنقل مصنع ملابس في الصين, يقوم مصنع الصين بارسال فاتورة معتمدة من مصرفه للتاجر السوري, يقوم التاجر السوري بتسليم الفاتورة للبنك في سورية, البنك يقوم بتحويل الاوراق للبنك المركزي السوري, ويتم فتح مايعرف بالاعتماد بين المصرف السوري والصيني وهوا بمتابة عقد او escrow بين البائع والشاري.
عند استلام البضاعة في سوريا سواء عبر المطار او المواني, يكون لذا مصلحة الجمارك علم مسبق بالبضائع المحملة بالتفصيل, عندها يتم اقفال المستند ويتحصل البائع على امواله من مصرفه (احيانا يتحصل على امواله عند شحن البضاعة ووصلولها لمناء او مطار المغادرة من البلد المصدر بعد تأكيد شركة التفتفيش على كميات البضاعة ومطابقة الفواتير).
بهده الاجراءات تتمكن البنوك من التأكد من ان اي تحويل يتم عبرها يكون في مقابله بضاعة, طبعا هدا الطبيعي في حال كانت القوانين تطبق حرفيا لا يوجد فساد, ولكن ما في دولة مليئة بالفساد مثل سوريا يوجد حيل اخرى يلجاء اليها التجار.
يقوم التاجر السوري بمراسلة مصنع في الصين او تركيا او اي دولة فيها فساد متفشي, يتفق مع التاجر بارسال فاتورة بمليون دولار, لبضاعة في الواقع قيمتها فقط 500 الف دولار, وعندما يقفل الاعتماد المستندي يتحصل التاجر التركي او الصيني على 500 الف اضافية, يعيدها في صورة كاش او حوالة مصرفية عادية للتاجر السوري في مقابل مثلا 50 الف دولار, هنا التاجر تحصل على 450 الف دولار في مقابل 50 الف دولار اي بخسارة 10%, ولكنه لايزال رابح.
يقوم ببيع ال 450 الف دولار في السوق الموازي مثلا ب 7000 ليرا للدولار, ليتحصل في المقابل على 3,150,000,000 ليرا , بينما كان قد اشترا مبلغ ال 500 الف دولار من البنك ب 3500 ليرا للدولار اي بقيمة 1,750,000,000 , يعني حقق مكسب بقيمة -1,400,000,000 ليرا بدون اي تعب ولا بيع بضاعة ولا شراء بضاعة ولا اي شي من هدا القبيل, وحتى عند استراد البضاعة سوف يسعر البضاعة بسعر اقل بقليل من سعر السوق الموازي حتى لايتسنى للتجار الاخرين الذين لايمكنهم فتح اعتمادات مستندية عبر البنوك من منافسته في تجارته.
طبعا هده مشكلة اقتصادية معروفة مرت بهدا عشرات الدول من قبل, الحكومات الغبية تكرر هده الاخطاء مرارا وتكرارا دون الاستفادة من تجارب غيرها, وهدا مانراه في سوريا ومصر ونجيريا وغيرهم, الحل الاقتصادي الوحيد هوا القضاء على الفجوة في فارق السعر بين السوق الموازي والذي يمتل القيقة الحقيقة للعملة والسعر الرسمي في البنك المركزي والذي يمثل القيمة المفروضة وهي في العادة افتراضية.
البنك ليس مفلس تماما ولكنه لايمتلك دولار يكفي لبيعه بالسعر المخفض او الافتراضي لكل من يريد ان يشتريه, فأن كان هناك مليون ليرا متداولة وانت حدث سعر بيع الدولار = 1 ليرا اذا يجب ان يكون لديك مليون دولار في البنك, ان كان لديك نصف مليون دولار وقمت بتحديد سعر 1 دولار = 1 ليرا هنا تلقائيا سيتكون لديك سوق موازي بسعر مخالف.
طبعا القضاء على هده الفجوة ليس بالامر السهل, لان الكتر من مؤسسات الدولة مثل شركة الكهرباء, الطيران, الوقود و و و لازالت تتحصل على سعر مخفض من البنك, وعند توحيد السعر بالسعر الحقيقي سوف تتاتر اسعار الخدمات والبضائع فورا, وهنا يتوجب زيادة في المرتبات, وبعد التعديلات الجوهرية, لكن هدا هوا الحل الجدري الوحيد, لانه بوجود سعرين تكون الاستفادة ل 1% من البشر على حساب ال 99% الاخرين.