لكن يجب أن نتوقف قليلا عند الأرقام و دلالاتها. مثلا ماذا يمثل حجم الاستثمار في هذه المزرعة من مجمل الاستثمارات الجمالية لسلطنة عمان. و من قام بدفع هذا المبلغ، هل هو استثمار عمومي او خاص؟ عديد الأسئلة يجب الإجابة عليها قبل أن نفرح بمثل هذا الخبر و نعتبر ان ما حدث هو انجاز كبير.
الدولة هي التي دعت الى هذه الاستثمارات التي تعتبر الأولى من نوعها في مجال العملات المشفرة بما أنه ليس هناك أي شركة تملك ترخيص نشاط في هذا المجال و اصلا فان مسودة القانون لازالت قيد الاستشارة الوطنية. وحدها الدولة من تستطيع القيام بهذه الاستثناءات.
مثال بسيط، ماذا تمثل هذه المزرعة من إجمالي مزارع التعدين في العالم، على فرض ان الأرقام المقدمة صحيحة!
ليس رقما كبيرا بالتأكيد و لكن طبعا هو مرجح للارتفاع اذا توفرت الظروف المناسبة خصوصا الارادة السياسية.
السؤال الأهم، القوة الحقيقية هي في تقنية البلوكتشاين و ليست في العملات. الدول التي تسعى للتطور عليها ان تستثمر في تقنية البلوكتشاين لا ان تستثمر في سوق العملات الرقمية كحال اغلب المضاربين.
ليس هناك مجال يتم في استخدام تقنية البلوكشاين اكثر من العملات المشفرة و شبكات الكريبتو. اغلب التقنيات التي تسهل البلوكشاين القيام بها لاتزال الاستثمارات بها ضعيفة على مستوى العالم ككل. معروف ان السبب الرئيسي في هذا التأخر هو عدم تطور التقنيات التي تسمح بتخزين بيانات باحجام اكبر على البلوكشاين مع ضمان سهولة التواصل بين مختلف العقد و المرجح ان ينجح العالم في القيام بهذا خلال المراحل التطورية القادمة. لكن عموما ليس من الجائز ان نلوم سلطنة عمان خصوصا انها لاتزال في مرحلة الاطلاق و يمكن القول انها مرحلة تجريبية نوعا ما.
على فكرة، سلطنة عمان رغم شح الموارد مقارنة بالدول المجاورة لكن في السنوات القادمة سنلاحظ ازدهارها. السبب انها راهنت على التعليم و اتمنى ان تواصل في هذا المنهج.
لا أتفق معك بشأن استخدامك لكلمة "شح الموارد" لأن سلطنة عمان تعتبر ثالث اكبر الدول مساحة في دول الخليج بعد السعودية و اليمن بمعدل ثروات هائل قد يتجاوز بكثير دولا مثل الكويت و البحرين مجتمعتين. كما انه ليس من الجائز مقارنتها بالامارات العربية المتحدة مثلا او قطر لان لكل اقتصاد مميزاته التي تختلف عن الاخر.
أتفق معك بشأن الرهان على التعليم و قد يكون ما يحصل الان هو نتيجة لذلك الرهان.