يضع مصداقية الرئيس الأميركي جو بايدن على المحك. هجوم اليوم يعتبر الأعنف من نوعه منذ بدء العمليات في غزة، و لكن يبدو ان الاستثناء هذه المرة هو في الكشف عن مخادعات من الادارة الأمريكية (ادارة بايدن). ما الحكاية؟
نتأسف كثيرا على ما يحدث في قطاع غزة منذ اشهر اين وصل عدد القتلى الى 40,000 شهيد تقريبا وهذا من آخر احصاء فقط في يوم 9 من هذا الشهر ولكن اعتقد ان العدد يكون اكثر بسبب المفقودين تحت الانقاض وبعد مرور عدة ايام من اخر احصاء. والمحزن ان اغلب ومعظم الدول تغمض اعينها من ما يحدث والعديد من الدول تقدم المساعدات من اسلحة وعتاد للعدو الإسرائيلي. ما نرى في الاعلام العربي حول الهجمات والاعتداءات في قطاع غزة قد يكون نصف ما يحدث في الواقع، أما الاعلام الاجنبي فهو مليء بالمغالطات والشائعات والاكاذيب حول ما يحدث واعتبارها حرب فيما انها ابادة للشعب الفلسطيني لا غير.
بخصوص اكتشاف اكاذيب الرئيس الامريكي الحالي حول تصريح الاعلام الغربي واعلان وقف دعم الحكومة الاسرائيلية بالقنابل والاسلحة بينما نرى انه يوميا يقوم الجيش الاسرائيلي بشن هجومات مثلما حدث اليوم باسقاط قناطير من القنابل على بيوت الابرياء وهذا من طرف أمريكا ودعمها. لا اضن ان تغيير الرئيس الامريكي وفي حالة فوز ترامب انه سيتغير اي شيء حول هذا، فحتى ان معظم الشعب الامريكي لا يهمه الامر اكثر من ملئ جيوبهم والحصول على حياة أفضل، لهذا ما يحدث في الواقع او من وراء كل شيء فعلا لا يظهر امام التلفزة والاعلام بل هي اطراف مخفية تسير كل شيء ولديها سلطة اكبر من دولة او كيان.
ليس هناك أمل كبير في أن يساهم ترامب في انقاذ الموقف قليلا اذا فاز في الانتخابات لأننا لم نشهد تغيرا في السياسة الأمريكية المؤيدة بالمطلق لاسرائيل منذ اعلانها كدولة. و لكن ترامب يستطيع استخدام هذه الحرب كورقة ضغط في الانتخابات لحشد المزيد من الناخبين خصوصا أولئك المناهضين للحرب على على غزة بما ان بايدن لا يستطيع انكار سياسته الداعمة لاسرائيل. و وسط معركته الانتخابية بدا ترامب متناقضا في تصريحاته، فخلال مقابلة أجراها مع شبكة "فوكس نيوز" مطلع مارس الفارط، عبر عن دعمه للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ليعود لاحقا، أواخر الشهر ذاته، ويقول إن إسرائيل تفقد الدعم الدولي وعليها إنهاء الحرب على غزة. و لكن اللافت أن تصريحات ترامب القليلة بهذا الشأن قد وقفت أحيانا ضد الحرب، أو بالأحرى ضد حكومة نتنياهو، بعدما تخلى عن دعم نتنياهو في وقت وقع فيه الأخير في موقف حرج، بينما يتحرك البيت الأبيض لإقناع إسرائيل بالوصول إلى حل لوقف الحرب. و الواقع أن ترامب لم يكشف إلا القليل عن وجهات نظره بشأن حرب غزة، انطلاقا من إمكانية وقف إطلاق النار إلى ما قد يحدث عندما يتوقف القتال. و يربط ترامب في تصريحاته دوما بين حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وبين حديثه عن السلام في المنطقة، لكن فريق حملته الانتخابية لا يرى حتى الان أي داع لتطرقه بشكل كبير للحرب في غزة، على الرغم من تراجع التأييد بين الديمقراطيين لبايدن بسبب موقفه الداعم بقوة لـإسرائيل وفشله في وقف إطلاق النار.
هناك مقال ممتاز على موقع الخليج اونلاين يشرح موقف ترامب المتذبذب و كيف انه لن يؤثر في شيء بشأن دعم الادارة الأمريكية المطلق و اللامشروط لاسرائيل:
https://khaleej.online/bNp1dN