كيف يمكن أن يكون هذا قانونيا أو مقبولا في ديمقراطية حديثة؟ ترامب يظهر للعالم أن من يملكون السلطة في الولايات المتحدة لا يؤمنون بكلمة واحدة من الدستور أو بالمعايير التي يطالبون بها الدول الأخرى.
هل هناك اي قوانين في الولايات المتحدة تمنع ذلك بشكل صريح؟
من الواضح ان ما قام به ترامب هو نوع من التلاعب و امر غير اخلاقي لزيادة سعر العملة و تحقيق ارباح شخصية لكن لا اعتقد انه يمكن محاسبته قانونيا بسبب ذلك.
لا اعتقد ان هناك قانون يمنع اي شخص من استدعاء كبار المستثمرين في شركتك للعشاء. يمكن ان يدعي ترامب ان العشاء هو عشاء عمل لمناقشة مستقبل العملة و هو عذر مقبول.
برايي، الامر الاخطر هو عمليات التلاعب بالسوق الواضحة للعيان لكن لا اعتقد ان هناك من يجرؤ على تحدي هذا الشخص خاصة و انه قام بوضع المستفيدين من هذه العمليات في مواقع القرار و هم من يديرون الامور في الولايات المتحدة. بهذه الطريقة قام ترامب بتحصين نفسه و لا اعتقد انه سيواجه اي مشاكل الا بعد نهاية ولايته.
معظم العملات المشفرة الاحتيالية تتبع أسلوبا ذكيا اين يتمثل في رفع سعر العملة والترويج المكثف لها مما يدفع العديد من الأشخاص إلى شرائها والوقوع في الفخ و من ثم يقوم فريق العملة بعد ذلك ببيع السيولة للاستفادة من هذا الارتفاع في السعر. وفي كل مرة ينخفض فيها السعر اما ان يطلقون شائعات أو يقومون بمحاولات لجذب المزيد من المشترين بطرق ملتوية في منصات التواصل الاجتماعي.
الخلاصة ان في رأيي عملة ترامب تسير على نفس النمط رغم أنني لست متأكد كثيرا من الامر مما إذا كان فريق العملة يبيعون السيولة أو يخفون تحركاتهم بطريقة يصعب تتبعها. ما يحدث يبدو غير منطقي خصوصا عندما يكون مرتبطا ب رئيس الولايات المتحدة اذ انه يسيء ذلك إلى سمعته ويعطي انطباعا سلبيا عن سوق العملات المشفرة بأكمله.
من الممكن أن يكون دافعه هو التلاعب بالسعر لمصالحه الشخصية و لكن الرجل ملياردير , لديه القوة و النفوذ لجني الأضعاف بطرق أخرى و لكن إن نظرنا للأمر بموضوعية و بتحليل منطقي فسنجد أن الرجل ترشح لعهدتين و كما نعلم أنه في عهدته الاولى لم يتقبل خسارته و رفض الخروج من البيت الابيض لفترة . ولا يخفى للأحد انه لديه بعض من جنون العظمة و إن ربطنا كل هذه الأحداث مع الصراع الاقتصادي الصيني و التهديدات التى تستهدف الدولار . فأنا أرى أن ترمب يسعى نحوى تأدية دور بطولي سواءا بعملته أو بشراء مليون عملة بيتكوين
من المحتمل جدا القول أن ترامب “يسعى لتأدية دور بطولي” عبر تبنيه لعملة رقمية مثل البيتكوين أو حتى عبر إصدار عملته الخاصة، فعلى المستوى الدعائي، لكن يصعب تصديقه تماما إذا ما أخذنا في الحسبان مستجداته الاقتصادية التقليدية. ترامب كان فيما سبق من كبار المعارضين للعملات الرقمية في السابق، واعتبرها “غير حقيقية” وتهديدا للسيادة النقدية الأمريكية.
و من ناحية أخرى من حيث السلوك السياسي، نعم، رفض ترامب لنتائج الانتخابات الأولى ورفضه مغادرة البيت الأبيض في البداية يلمح ميلًا لنرجسية سياسية وجنون عظمة. لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه سيتجه إلى تبني عملات لا مركزية تضرب في جوهرها سلطة الدولة التي يسعى للسيطرة عليها
إذا نظرنا من زاوية المصالح الاقتصادية:
• إذا اشترى ترامب مليون بيتكوين، فإن ذلك سيمثل نحو 5% من إجمالي المعروض النهائي للبيتكوين (21 مليون).
• هذه الخطوة ستؤدي حتمًا إلى ارتفاع السعر بشكل هائل، ولكنها أيضًا ستثير شكوكا سياسية وتنظيمية كبيرة ضده، وقد تستخدم ضده
ما زالت الصين تشكل تهديدا اقتصاديا للولايات المتحدة، ولكن مواجهة هذا التهديد عبر البيتكوين ليس بالأداة المعتادة أو المفضلة لدى القوى التقليدية في السياسة الأمريكية. فالدولة تفضل تقوية الدولار، وليس ترويجه لبديل لا يمكن السيطرة عليه