السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.
ومن منطلق الأخوة في الإسلام والحرص على ألا يقع أخي المسلم في الحرام؛ ربما لجهل منه أو إخفاق منا نحن المسلمين في توعيته، أردت أن أنبه عن العديد من المحرمات التي من الممكن أن نقع فيها جراء سعينا المتواصل تجاه الربح، وبخاصة الربح السريع:
• تجارة الخيارات الثنائية: منذ عدة أيام قابلت شاباً حديث السن وتحدثنا سوياً عن أشياء عديدة مختلفة حتى وصلنا إلى العملات الإلكترونية، فأخبرني بمعرفته ومدى اهتمامه بها، وأخبرني أنه يتاجر بها لكي يصبح غنياً في يوم من الأيام ويسافر للخارج، ثم ما لبس أن أخبرني بأنه يقوم بالمتاجرة عن طريق الخيارات الثنائية وكم هي مربحة للغاية لكنها خطرة. ولمعرفتي بها سابقاً، حاولت أن أنصحه بالابتعاد عنها لأنها حرام؛ لكنه أبى النصيحة، وهو من ألهمني بكتابة هذا المنشور.
ما هي تجارة الخيارات الثنائية؟
هي نوع من أنواع التجارة الإلكترونية تقوم على اختيار عملة من العملات (سواء تقليدية أو إلكترونية) ثم تتوقع أين سيذهب سعر العملة: لأعلى أم لأسفل (لذلك سميت بالثنائية لأنه ليس لديك إلا خياران فقط)، ثم تحدد توقعك بفترة زمنية معينة. إذا كان توقعك صحيحاً تحصل على 170% من الأرباح وإذا كان خاطئاً تخسر 90% من رأس مالك (تختلف هذه النسب باختلاف المنصة والفترة الزمنية التي يتم التعاقد عليها).
لماذا هي محرمة شرعاً؟
لأنها من العقود الغرر المنهي عنها شرعاً فهي تقوم على أساس المقامرة كما هو بين، وليس فيها تقابض شرعي؛ فالمتعاقد عليه ليس مالاً أو منفعة أو حقاً مالياً يجوز العوض، وتشترط مثل هذه العقود على خسارة أحد طرفي التعاقد لامحالة. العجيب في الأمر أني قرأت مقالاً غربياً عن تعريف هذه التجارة، ختمه المؤلف بقوله أن هذه الخيارات الثنائية ما هي إلا قمار متنكر في صورة متاجرة، وهي أيضاً أحد الأسباب الأربعة التي جعلت الاقتصادي الفرنسي الحائز على جائزة نوبل موريس آليه يقول أن وال ستريت أصبح حقيقة صالة قمار ضخمة (وهذه كافية).
• تجارة الهامش:
ماهي تجارة الهامش (أو المارجن بالإنجليزية)؟
هي نوع من أنواع التجارة الإلكترونية يقوم فيها العميل بوضع رأس مال صغير (يسمى هامش) ثم تقوم جهة مصرفية معينة بتمويل الجزء الرئيسي من رأس المال المُستَثمر كقرض (حقيقي أو وهمي) لإيفاء العقد بشرط أن يقوم العميل بالمتاجرة من خلالها. تختلف قيمة هذا القرض باختلاف الرافعة المالية المستخدمة، والتي تبدأ من 1 إلى 100 ضعف المبلغ المودع في حساب الشركة أو الجهة المصرفية. تستفيد الجهة المقرضة من خلال فائدة التبييت (وهي فائدة تفرض على مبلغ القرض الذي تقدمه الجهة المصرفية إذا لم يتم غلق الصفقة في نفس يوم التداول)، والعمولات التي تأخذها مقابل توفير خدمات التداول، وفارق السعر بين البيع والشراء (أو ما يعرف بالإسبريد).
لماذا هي محرمة شرعاً؟
لأنها تشتمل على ربا فاحش في موضعين:
- اشتراط العقد على أن تكون المتاجرة من خلال منصة التداول الخاصة بالجهة المقرضة، وفي هذا استفادة لها حيث أنها تنتفع بالعمولات التي تأخذها على كل صفقة بالإضافة إلى ما تفعله معظم الشركات والجهات المصرفية من تحايل على فروق السعر بين البيع والشراء لتجني ربحاً من وراء ذلك، وكل قرض جر منفعة فهو ربا، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا يحل سلف وبيع. رواه أبو داود والترمذي.
- ما يسمى بفائدة التبييت، و هي زيادة تفرض على قرض مؤجل بفترة زمنية محددة فإذا عجز المدين عن سداد الدين بعد هذه الفترة تزيد قيمة القرض بهذه الفائدة وهذا هو عين الربا.
• تجارة العقود المستقبلية أو الآجلة (منصة BitMex):
ما هي تجارة العقود المستقبلية (أو ما يعرف في الإنجليزية بالفيوتشرز)؟
هي اتفاق طرفين على شراء أو بيع سهم أو عملة أو أصل بسعر محدد يتم دفعه بعد فترة معينة في المستقبل يُشترط عليه عند التعاقد.
لماذا هي محرمة شرعاً؟
لأنها تقوم على بيع دين بدين، وبيع الإنسان ما لا يملك فهي تدخل في باب ربا النسيئة (وهو أن يباع شيء بشيء على أن يتم التقابض في المستقبل وهذا لا يجوز شرعاً). وحقيقة مثل هذه العقود أنها مراهنة على فروق الأسعار بين الأًصول أو العملات وهذا نوع من أنواع القمار. كما أن منصة متخصصة في هذه العقود كمنصة بيتميكس تخلط بين هذه العقود وبين تجارة الهامش المذكورة أعلاه، لذلك فإن أغلب (بل كل) التعاملات عليها تكون محرمة.
• الاستثمار في شركات ومشروعات تتعامل بما هو محرم: لا يجوز للمسلم أن يضع ماله في شركات/عملات إلكترونية تهدف إلى محرم أو تتعامل بالحرام كالمنصات التي تقوم على ما سبق ذكره أومنصات الرهان والقمار أو منصات تدعو إلى الإباحية والرذيلة فكل ذلك يكون إعانة للإثم والإفساد في الأرض، قال الله تعالى: << وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ >>. واعلم أن ما تجنيه من ورائها من مال فهو حرام لأنه آت من تعاملات أصلها محرم.
• الاشتراك في حملات مكافآت لمشاريع هدفها حرام: كسابقتها؛ لا يجوز للمسلم أن يروج أو يترجم أو يكتب تعليقاً أو ينشر مقالاً أو فيديو مصور يساهم في انتشار مثل هذه المنصات والمشاريع وتعريف الناس بها لأنه إعانة للإثم والعدوان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً. فالحذر الحذر.
• المقامرة بالعملات الإلكترونية ولو على سبيل المزاح والمتعة: للأسف كثير منا من يقع في هذا وهو غير مدرك للأمر ولا يعلم عواقبه، وما أسهل أن تقع فيه الآن خاصة مواقع القمار التي تعطي لك جزءً قليلاً من البيتكوين لكي تسهل عليك الأمر ألا تدفع مالاً من جيبك ولكن سرعان ما يتحول الأمر إلى إدمان وتخسر مالك ونفسك ولك في قسم المقامرة على هذا المنتدى قصص وعبر. وهناك من يخدع نفسه بأنها مجرد لعبة وأنه لا يلعبها من أجل الربح السريع وإنما للتسلية فاعلم أنك ترتكب كبيرة من الكبائر تستهون عليك وهي عند الله عظيمة. قال الله تعالى: << ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ >>. و قال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه كرجل كان بأرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل يجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا من ذلك سوادا وأججوا نارا فأنضجوا ما فيها.
فحاول أن تبتعد عنها وأن تتقي شبهاتها فإنه لا يأتيك منها خير أبداً.
• الاقتراض والتسليف: كما تعرف، فإن معظم مستخدمي هذا المنتدى من الأجانب وغالباً ما يشترطون فائدة على القرض وهذا ربا. عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، ومؤكله، وكاتبه، وشاهديه. فحاول أن تجتنب الاقتراض ما استطعت، وإن كنت لا محالة مقترضاً فتحرى الاقتراض من مسلم أو اجعل عدم وجود فائدة شرطاً للاقتراض. كذلك إذا كنت ميسوراً وأراد أحداً أن يقترض فاقرضه دون فائدة (مع أخذ الحيطة من النصابين فهم كثر)، فإن الهدف من الإقراض هو مساعدة أخاك المسلم لا الاستفادة منه، ومن نَفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نَفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة كما جاء في الحديث الشريف.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحلال بين والحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.
أنصحك وأنصح نفسي بالحذر من الوقوع في الحرام خاصة في وقتنا هذا الذي تُسمى فيه الأشياء بغير مسمياتها لتُلبس على الناس دينهم. واعلم بأنه ما تُركَ شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه. أسأل الله أن ينفع بهذا المنشور أحد من المسلمين وأن يكون حجة لنا لا علينا وأن يوفقنا لما فيه الخير ويرضاه وأن يجنبنا الذنوب والمعاصي والآثام. اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.
عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.
ومن منطلق الأخوة في الإسلام والحرص على ألا يقع أخي المسلم في الحرام؛ ربما لجهل منه أو إخفاق منا نحن المسلمين في توعيته، أردت أن أنبه عن العديد من المحرمات التي من الممكن أن نقع فيها جراء سعينا المتواصل تجاه الربح، وبخاصة الربح السريع:
• تجارة الخيارات الثنائية: منذ عدة أيام قابلت شاباً حديث السن وتحدثنا سوياً عن أشياء عديدة مختلفة حتى وصلنا إلى العملات الإلكترونية، فأخبرني بمعرفته ومدى اهتمامه بها، وأخبرني أنه يتاجر بها لكي يصبح غنياً في يوم من الأيام ويسافر للخارج، ثم ما لبس أن أخبرني بأنه يقوم بالمتاجرة عن طريق الخيارات الثنائية وكم هي مربحة للغاية لكنها خطرة. ولمعرفتي بها سابقاً، حاولت أن أنصحه بالابتعاد عنها لأنها حرام؛ لكنه أبى النصيحة، وهو من ألهمني بكتابة هذا المنشور.
ما هي تجارة الخيارات الثنائية؟
هي نوع من أنواع التجارة الإلكترونية تقوم على اختيار عملة من العملات (سواء تقليدية أو إلكترونية) ثم تتوقع أين سيذهب سعر العملة: لأعلى أم لأسفل (لذلك سميت بالثنائية لأنه ليس لديك إلا خياران فقط)، ثم تحدد توقعك بفترة زمنية معينة. إذا كان توقعك صحيحاً تحصل على 170% من الأرباح وإذا كان خاطئاً تخسر 90% من رأس مالك (تختلف هذه النسب باختلاف المنصة والفترة الزمنية التي يتم التعاقد عليها).
لماذا هي محرمة شرعاً؟
لأنها من العقود الغرر المنهي عنها شرعاً فهي تقوم على أساس المقامرة كما هو بين، وليس فيها تقابض شرعي؛ فالمتعاقد عليه ليس مالاً أو منفعة أو حقاً مالياً يجوز العوض، وتشترط مثل هذه العقود على خسارة أحد طرفي التعاقد لامحالة. العجيب في الأمر أني قرأت مقالاً غربياً عن تعريف هذه التجارة، ختمه المؤلف بقوله أن هذه الخيارات الثنائية ما هي إلا قمار متنكر في صورة متاجرة، وهي أيضاً أحد الأسباب الأربعة التي جعلت الاقتصادي الفرنسي الحائز على جائزة نوبل موريس آليه يقول أن وال ستريت أصبح حقيقة صالة قمار ضخمة (وهذه كافية).
• تجارة الهامش:
ماهي تجارة الهامش (أو المارجن بالإنجليزية)؟
هي نوع من أنواع التجارة الإلكترونية يقوم فيها العميل بوضع رأس مال صغير (يسمى هامش) ثم تقوم جهة مصرفية معينة بتمويل الجزء الرئيسي من رأس المال المُستَثمر كقرض (حقيقي أو وهمي) لإيفاء العقد بشرط أن يقوم العميل بالمتاجرة من خلالها. تختلف قيمة هذا القرض باختلاف الرافعة المالية المستخدمة، والتي تبدأ من 1 إلى 100 ضعف المبلغ المودع في حساب الشركة أو الجهة المصرفية. تستفيد الجهة المقرضة من خلال فائدة التبييت (وهي فائدة تفرض على مبلغ القرض الذي تقدمه الجهة المصرفية إذا لم يتم غلق الصفقة في نفس يوم التداول)، والعمولات التي تأخذها مقابل توفير خدمات التداول، وفارق السعر بين البيع والشراء (أو ما يعرف بالإسبريد).
لماذا هي محرمة شرعاً؟
لأنها تشتمل على ربا فاحش في موضعين:
- اشتراط العقد على أن تكون المتاجرة من خلال منصة التداول الخاصة بالجهة المقرضة، وفي هذا استفادة لها حيث أنها تنتفع بالعمولات التي تأخذها على كل صفقة بالإضافة إلى ما تفعله معظم الشركات والجهات المصرفية من تحايل على فروق السعر بين البيع والشراء لتجني ربحاً من وراء ذلك، وكل قرض جر منفعة فهو ربا، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا يحل سلف وبيع. رواه أبو داود والترمذي.
- ما يسمى بفائدة التبييت، و هي زيادة تفرض على قرض مؤجل بفترة زمنية محددة فإذا عجز المدين عن سداد الدين بعد هذه الفترة تزيد قيمة القرض بهذه الفائدة وهذا هو عين الربا.
• تجارة العقود المستقبلية أو الآجلة (منصة BitMex):
ما هي تجارة العقود المستقبلية (أو ما يعرف في الإنجليزية بالفيوتشرز)؟
هي اتفاق طرفين على شراء أو بيع سهم أو عملة أو أصل بسعر محدد يتم دفعه بعد فترة معينة في المستقبل يُشترط عليه عند التعاقد.
لماذا هي محرمة شرعاً؟
لأنها تقوم على بيع دين بدين، وبيع الإنسان ما لا يملك فهي تدخل في باب ربا النسيئة (وهو أن يباع شيء بشيء على أن يتم التقابض في المستقبل وهذا لا يجوز شرعاً). وحقيقة مثل هذه العقود أنها مراهنة على فروق الأسعار بين الأًصول أو العملات وهذا نوع من أنواع القمار. كما أن منصة متخصصة في هذه العقود كمنصة بيتميكس تخلط بين هذه العقود وبين تجارة الهامش المذكورة أعلاه، لذلك فإن أغلب (بل كل) التعاملات عليها تكون محرمة.
• الاستثمار في شركات ومشروعات تتعامل بما هو محرم: لا يجوز للمسلم أن يضع ماله في شركات/عملات إلكترونية تهدف إلى محرم أو تتعامل بالحرام كالمنصات التي تقوم على ما سبق ذكره أومنصات الرهان والقمار أو منصات تدعو إلى الإباحية والرذيلة فكل ذلك يكون إعانة للإثم والإفساد في الأرض، قال الله تعالى: << وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ >>. واعلم أن ما تجنيه من ورائها من مال فهو حرام لأنه آت من تعاملات أصلها محرم.
• الاشتراك في حملات مكافآت لمشاريع هدفها حرام: كسابقتها؛ لا يجوز للمسلم أن يروج أو يترجم أو يكتب تعليقاً أو ينشر مقالاً أو فيديو مصور يساهم في انتشار مثل هذه المنصات والمشاريع وتعريف الناس بها لأنه إعانة للإثم والعدوان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً. فالحذر الحذر.
• المقامرة بالعملات الإلكترونية ولو على سبيل المزاح والمتعة: للأسف كثير منا من يقع في هذا وهو غير مدرك للأمر ولا يعلم عواقبه، وما أسهل أن تقع فيه الآن خاصة مواقع القمار التي تعطي لك جزءً قليلاً من البيتكوين لكي تسهل عليك الأمر ألا تدفع مالاً من جيبك ولكن سرعان ما يتحول الأمر إلى إدمان وتخسر مالك ونفسك ولك في قسم المقامرة على هذا المنتدى قصص وعبر. وهناك من يخدع نفسه بأنها مجرد لعبة وأنه لا يلعبها من أجل الربح السريع وإنما للتسلية فاعلم أنك ترتكب كبيرة من الكبائر تستهون عليك وهي عند الله عظيمة. قال الله تعالى: << ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ >>. و قال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه كرجل كان بأرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل يجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا من ذلك سوادا وأججوا نارا فأنضجوا ما فيها.
فحاول أن تبتعد عنها وأن تتقي شبهاتها فإنه لا يأتيك منها خير أبداً.
• الاقتراض والتسليف: كما تعرف، فإن معظم مستخدمي هذا المنتدى من الأجانب وغالباً ما يشترطون فائدة على القرض وهذا ربا. عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، ومؤكله، وكاتبه، وشاهديه. فحاول أن تجتنب الاقتراض ما استطعت، وإن كنت لا محالة مقترضاً فتحرى الاقتراض من مسلم أو اجعل عدم وجود فائدة شرطاً للاقتراض. كذلك إذا كنت ميسوراً وأراد أحداً أن يقترض فاقرضه دون فائدة (مع أخذ الحيطة من النصابين فهم كثر)، فإن الهدف من الإقراض هو مساعدة أخاك المسلم لا الاستفادة منه، ومن نَفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نَفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة كما جاء في الحديث الشريف.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحلال بين والحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.
أنصحك وأنصح نفسي بالحذر من الوقوع في الحرام خاصة في وقتنا هذا الذي تُسمى فيه الأشياء بغير مسمياتها لتُلبس على الناس دينهم. واعلم بأنه ما تُركَ شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه. أسأل الله أن ينفع بهذا المنشور أحد من المسلمين وأن يكون حجة لنا لا علينا وأن يوفقنا لما فيه الخير ويرضاه وأن يجنبنا الذنوب والمعاصي والآثام. اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.